- خلال الأيام التي تتطلع فيها البلاد بأكملها إلى الذكرى الخمسين لتحرير الجنوب ويوم إعادة التوحيد الوطني (30 أبريل 1975 - 30 أبريل 2025)، أتيحت لنا الفرصة للقاء والتحدث مع المحارب المخضرم نجوين دوك لاب، المقيم في حي تشي لانغ، مدينة لانغ سون - وهو جندي في جيش التحرير شارك بشكل مباشر في حملة هو تشي مينه التاريخية.
"قبور الشهداء المجهولين/ دمائهم وعظامهم بنت أساس الاستقلال/ نصر الربيع العظيم، الحملة السريعة/ كل مقبرة، معلم مجيد/ التقى الجنود بعضهم البعض بكرامة عظيمة/ طوال حياتهم، لم يهتموا بالألقاب/ عاشوا حياتهم كلها بحب وطنهم/ كانت أوسمتهم يرتديها رفاقهم".
كانت هذه هي الأبيات الشعرية المختنقة التي قرأها السيد لاب خلال اجتماع نقاشي للاحتفال بالذكرى الخمسين لتحرير الجنوب ويوم إعادة التوحيد الوطني (30 أبريل 1975 - 30 أبريل 2025) الذي نظمته اللجنة الشعبية لمنطقة تشي لانغ في منتصف أبريل.
وُلِد السيد لاب عام 1955. وفي سن السابعة عشرة، عندما رأى أصدقاءه من نفس عمره ينضمون إلى الجيش لإنقاذ البلاد، تمنى السيد لاب ارتداء الزي العسكري الأخضر، لكن في ذلك الوقت، كان وزن الشاب 42 كجم فقط. بعد فشله في تلبية المعايير العسكرية مرتين، قرر السيد لاب "الغش" للانضمام إلى الجيش. قال: لأنني لم أكن ثقيلًا بما يكفي، اكتسبت سرًا بضعة أرطال إضافية من الحديد في عضلات ساقي. عندما وزنت نفسي، كان وزني 45 كجم بالضبط. لذا تم تجنيدي في الجيش في أكتوبر 1973 عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري وتم تعييني في الكتيبة الرابعة، الفوج 12، الفرقة 3، المنطقة العسكرية الخامسة.
بعد فترة طويلة من التدريب، في أوائل عام 1975، تلقى السيد لاب أوامر بالسير إلى الجنوب لدعم ساحة المعركة الجنوبية التي كانت شرسة للغاية في ذلك الوقت. بحماس شديد وكراهية عميقة للعدو، انضم الجندي الشاب إلى رفاقه، الذين كان كل منهم يحمل أكثر من 30 كيلوغراماً من المعدات العسكرية، وساروا نحو الجنوب الحبيب.
يتذكر السيد لاب أيام القتال بلا أنانية من أجل الوطن، ويروي بانفعال: أتذكر بوضوح يوم 26 أبريل/نيسان 1975، في غابة المطاط، عندما نشر قائد الوحدة الأمر السري للجنرال فو نجوين جياب بشأن الحملة التي سميت باسم العم هو: حملة هوشي منه. في تمام الساعة الخامسة مساءًا وفي اليوم نفسه، فتح جيشنا النار لبدء هجوم كبير على سايغون، فاتحاً بذلك حملة هوشي منه التاريخية. من خمسة اتجاهات: الشمال الغربي، الشمال الشرقي، الشرق، الجنوب الشرقي، الغرب والجنوب الغربي، حطمت قوات الاختراق العميق بقيادة الدبابات مناطق الدفاع الخارجية للعدو واقتربت من سايغون. في ذلك الوقت، تم تكليف كتيبتي بمهاجمة الاتجاه الجنوبي الشرقي لمدينة سايجون (في فونج تاو). في تمام الساعة 10:30 صباحًا في يوم 30 أبريل 1975، تم تحرير فونج تاو بالكامل.
بعد تحرير فونج تاو، أرسلت وحدة السيد لاب جيشًا إلى كون داو لتحرير كون داو، بينما بقي السيد لاب في فونج تاو ثم سمع خبر النصر على الراديو. ورغم أنهم لم يشهدوا لحظة رفرفة علم التحرير فوق سطح قصر الاستقلال، إلا أن خبر النصر جعل الجنود الشباب في العشرينيات من عمرهم مثل السيد لاب ينفجرون بالعاطفة، لأن أمنيتهم في يوم التوحيد تحققت أخيراً، وتم توحيد الشمال والجنوب، وسيتمكن الجنود من العودة إلى عائلاتهم.
في خضم الحرب، كان على الجنود مثل السيد لاب أن يتحملوا الكثير من المشاق والحرمان، وكانوا في بعض الأحيان يضطرون إلى تقاسم حفنة من الأرز أو قطع صغيرة من الطعام الجاف. وفي تلك السنوات الصعبة كانت هناك قصص جميلة عن الإنسانية، حتى تجاه العدو. يتذكر السيد لاب: ذات مرة، أثناء تلقينا الأوامر بإطلاق النار، التقينا بضابط دمية يفر على دراجة نارية، ويحمل امرأة على ظهره. وعندما رآنا، رفع هذا الشخص يديه مستسلمًا. على الفور، أصدر قائد فرقتنا أوامر بعدم إطلاق النار لأنهم استسلموا، والأهم من ذلك، كانت هناك امرأة معهم. لأننا جميعًا نتذكر نصيحة العم هو بالحفاظ على روح الإنسانية.
لقد احتفظ السيد لاب بأعمق الذكريات عن ذلك الوقت المجيد، وخاصة الوقت الذي شارك فيه في حملة هو تشي مينه، وسجلها في مذكرات كتبها بخط يده عام 1976. عندما شاهدنا السيد لاب وهو يقلب كل صفحة من المذكرات، مع صفحات وضربات قلم ملطخة بالوقت، ولكن من خلال كل جملة تحتوي على العديد من المشاعر، والعديد من الأحلام حول اليوم الذي توحدت فيه البلاد للجندي الشاب، شعرنا بوضوح برحلة وتطلعات جندي جيش التحرير، من الأيام الأولى للانضمام إلى الجيش بشكل محرج، والتدريب بجد حتى السير إلى الجنوب وحمل البنادق مباشرة، والمساهمة في الهجوم العام والانتفاضة في ربيع عام 1975.
وعندما تحدث عن سبب كتابة هذه المذكرات، ابتسم السيد لاب وقال: عندما كنت صغيراً، اغتنمت الفرصة لكتابة كل ما أستطيع تذكره حتى يكون لدي فيما بعد شيء أتذكره وأيضاً لأعلم أطفالي وأحفادي أن والدي وجدي قاتلا بشكل مجيد. الآن بعد أن أصبحت عجوزًا وذاكرتي تتدهور، أصبحت هذه المذكرات هي "مدخراتي"!
بعد حملة هوشي منه في عام 1976، عاد السيد لاب إلى الشمال ودرس ليصبح ضابطًا في المدرسة العسكرية للمنطقة العسكرية الثالثة في هاي دونغ. وفي السنوات التالية، واصل السيد لاب المشاركة في الحروب لحماية الوطن. بعد سنوات عديدة من القتال، حصل السيد لاب على العديد من الميداليات والأوامر النبيلة مثل: وسام الاستغلال العسكري من الدرجة الأولى، وسام الجندي المجيد من الدرجة الأولى، وسام المقاومة من الدرجة الثانية...
في عام 1990، تم تسريح السيد لاب وعاد إلى مسقط رأسه. بفضل ثقة الناخبين وتكليف المنظمة، شغل السيد لاب من عام 2004 إلى عام 2015 مناصب مثل: نائب الرئيس، ورئيس لجنة شعب حي تشي لانغ، ومندوب مجلس شعب الحي، ثم تقاعد وفقًا للنظام. خلال سنوات عمله، عمل السيد لاب دائمًا على تعزيز روح الجندي، وتحمل مسؤولياته، وإكمال جميع المهام الموكلة إليه على أكمل وجه، وكان موضع تقدير وإشادة من جميع المستويات والقطاعات.
السيد نجوين هو دونج، رئيس جمعية المحاربين القدامى في منطقة تشي لانغ، شارك قائلاً: السيد نجوين دوك لاب هو عضو في جمعية المحاربين القدامى. فهو دائمًا قدوة، ويلتزم بدقة بتوجيهات الحزب وسياساته وقوانين الدولة؛ شارك بشكل فعال في حركات المحاكاة والحملات واللوائح المحلية وتم الثناء عليه ومكافأته من قبل جميع مستويات جمعية المحاربين القدامى.
لقد خمدت نيران الحرب، لكن ذكريات المعارك الضارية ظلت محفورة بعمق في نفوس المحاربين القدامى. والآن، عندما تتطلع البلاد بأكملها نحو الذكرى الخمسين لتحرير الجنوب، أصبحت تلك الذكريات قصصًا لتثقيف الجيل الأصغر حول الوطنية، حتى يتمكن الجيل القادم من تعزيز التقاليد البطولية والمخلصة لأسلافهم، والتوحد والسعي لبناء وطنهم وبلدهم لتطوير أكثر فأكثر.
المصدر: https://baolangson.vn/50-nam-non-song-noi-lien-mot-dai-ky-uc-khong-quen-cua-nguoi-cuu-binh-5045549.html
تعليق (0)