في فترة ما بعد الظهر من يوم 22 أبريل، ارتفع سعر الذهب الفوري في السوق الآسيوية بشكل حاد، وفي بعض الأحيان أضاف ما يقرب من 100 دولار أمريكي، إلى حوالي 3495 دولار أمريكي للأوقية (ما يعادل 111 مليون دونج/تيل). وفي السوق المحلية، قفز سعر الذهب إلى 124 مليون دونج/تيل، مقارنة بـ 90 مليون دونج/تيل في أوائل مارس.
إن هذا الارتفاع في الأسعار يذكرنا بموجات البحث عن الذهب التاريخية مثل تلك التي حدثت في الفترة 1979-1980 أو 2010-2011، والتي أعقبتها انخفاضات حادة. ما وراء هذه التحركات وهل ستنهار أسعار الذهب مجددا؟
اندفاع الذهب في الفترة 1979-1980 وانهيار الفترة 1980-1982
من أوائل عام 1979 إلى أوائل عام 1980، ارتفع سعر الذهب العالمي من 230 دولاراً أمريكياً للأوقية إلى ذروة تاريخية بلغت 850 دولاراً أمريكياً للأوقية في يناير/كانون الثاني 1980، وهو ما يعادل زيادة بنحو 3.7 مرة في أقل من عام.
السبب الرئيسي يأتي من عدم الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي العالمي. ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير، ليصل إلى ما يقرب من 14.5% في عام 1980، بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النفط بعد أزمة النفط عام 1979 إلى جانب السياسة النقدية المتساهلة للولايات المتحدة في السنوات السابقة.
لقد ضعف الدولار الأمريكي بشكل حاد بعد أن أنهت الولايات المتحدة معيار الذهب في عام 1971 (وهو النظام الذي يضمن قيمة الدولار الأمريكي بالذهب).
وعلى الصعيد الجيوسياسي، واجه العالم أيضاً العديد من الاضطرابات: فقد أدت الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) إلى تعطيل إنتاج النفط، في حين أدى الصراع الأفغاني السوفييتي الذي اندلع في أواخر عام 1979 إلى تفاقم الوضع.
في أوقات عدم الاستقرار، أصبح الذهب ملاذاً آمناً، يجذب التدفقات النقدية من المستثمرين الأفراد وصناديق التحوط، مما ساهم في اندفاع الذهب.
ومع ذلك، شهدت أسعار الذهب انخفاضاً حاداً بعد ذلك، واستمرت من أواخر عام 1980 إلى منتصف عام 1982. من ذروة بلغت 850 دولاراً للأوقية، هبطت الأسعار إلى حوالي 320 دولاراً للأوقية، وهو ما يعادل انخفاضاً بنحو 62%، وهي صدمة هائلة للسوق.
السبب الرئيسي هو الارتفاع القوي في قيمة الدولار الأمريكي بعد أن تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى سياسة نقدية متشددة. وفي ذروته، تم رفع سعر الفائدة الأساسي إلى 20% في يونيو/حزيران 1981 للحد من التضخم.
وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت معنويات السوق أكثر استقرارا مع تراجع التوترات الجيوسياسية تدريجيا، مما أدى إلى انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن.
في فيتنام، لم يكن سوق الذهب المحلي خلال هذه الفترة مرتبطًا بالعالم بسبب الاقتصاد المخطط مركزيًا ومعاملات النقد الأجنبي المحدودة.
لقد ارتفعت أسعار الذهب العالمية بشكل حاد ثم انخفضت بشكل كبير في الماضي. الصورة: الأمم المتحدة
حمى الذهب 2010-2011 ثم انخفضت بشكل حاد من 2011-2015
في أقل من عامين، من أوائل عام 2010 إلى أغسطس/آب 2011، تضاعف سعر الذهب العالمي تقريباً، من نحو 1000 دولار أميركي للأوقية إلى 1825 دولار أميركي للأوقية.
ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار نتيجة للعواقب الوخيمة التي خلفتها الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009، عندما سقطت الاقتصادات الأميركية والأوروبية في حالة ركود حاد. أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بالقرب من الصفر، في حين ضخ الأموال من خلال برامج التيسير الكمي، مما أدى إلى إضعاف الدولار ورفع توقعات التضخم.
وفي الوقت نفسه، أثارت أزمة الديون الأوروبية، وخاصة في اليونان، المخاوف بشأن النظام المالي العالمي. يسعى المستثمرون إلى البحث عن ملاذ آمن في الذهب. وعلاوة على ذلك، أدى الطلب القوي على الذهب المادي من الصين والهند، إلى جانب عمليات الشراء المستمرة من جانب صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، إلى دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع بشكل أكبر.
لكن أسعار الذهب بدأت بالانخفاض بشكل حاد من ذروة بلغت 1825 دولارا للأوقية في عام 2013، وبلغت أدنى مستوياتها عند 1060 دولارا للأوقية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، لتمحو تقريبا المكاسب السابقة.
السبب الرئيسي يأتي من التغيرات في السياسة النقدية بعد فترة الأزمة. بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في تقليص برنامج التيسير الكمي في عام 2013، بعد ضخ تريليونات الدولارات في الاقتصاد. إن التضخم يتراجع، والدولار الأميركي يتعافى، والاقتصاد الأميركي ينمو مرة أخرى، وسوق الأوراق المالية تزدهر،... كل هذا يقلل من جاذبية الذهب.
وفي الوقت نفسه، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب مبيعات قوية، في حين تباطأ الطلب الفعلي من آسيا. كما تراجعت حدة التوترات الجيوسياسية وأزمة الديون الأوروبية، خاصة بعد أن توصلت اليونان إلى اتفاق بشأن الديون مع الاتحاد الأوروبي.
في فيتنام، تذبذب سعر الذهب SJC بقوة، من 35 مليون دونج/تيل في عام 2010، وارتفع إلى 49 مليون دونج/تيل في عام 2011، ثم انخفض إلى 34 مليون دونج/تيل في عام 2015.
العالم يستهدف 3500 دولار للأونصة، وSJC تستهدف 130 مليون دولار: هل هناك خطر الانهيار؟
تشهد أسواق الذهب العالمية والمحلية ارتفاعًا في الأسعار استمر منذ نهاية عام 2023 حتى الآن. من أبريل 2024 إلى أبريل 2025 فقط، ارتفع سعر الذهب العالمي بنحو 60%، من 2200 دولار أمريكي للأونصة إلى 3495 دولار أمريكي للأونصة.
وارتفعت أسعار الذهب المحلية أيضًا بشكل كبير، من 80 مليون دونج/تيل (أبريل 2024) إلى 99 مليون دونج/تيل (أبريل 2025) وتقترب حاليًا من 130 مليون دونج/تيل.
يرتبط هذا الارتفاع في الأسعار بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، وخاصة سياسات إدارة دونالد ترامب بعد توليه منصبه لولاية ثانية في يناير/كانون الثاني 2025. وقد أدى استئناف فرض الرسوم الجمركية المرتفعة على السلع الصينية والعديد من البلدان الأخرى إلى تصعيد الحرب التجارية، وإثارة المخاوف بشأن التضخم، وإضعاف الثقة في الدولار الأمريكي.
وتشكل التوترات الجيوسياسية أيضًا محركًا مهمًا لأسعار الذهب. لقد تسبب الصراع الروسي الأوكراني المطول، إلى جانب العقوبات الاقتصادية المتبادلة بين روسيا والغرب، في زيادة حادة في الطلب على الذهب. وفي الوقت نفسه، لا تزال حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة بين إسرائيل والقوى الإقليمية، تثير المخاطر الجيوسياسية العالمية.
ورغم استمرار نمو الاقتصاد الأميركي، فإنه يواجه ضغوطا من الدين العام الذي يتجاوز 36.7 مليار دولار والتضخم المستمر، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن الذهب كوسيلة للحفاظ على الأصول.
كما ارتفع الطلب على الذهب من جانب البنوك المركزية، وخاصة من الصين والهند والأسواق الناشئة، بشكل حاد. الصين تعتزم شراء 225 طناً قياسياً من الذهب في 2023 ومواصلة تجميعه في 2024-2025 لتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي.
وفي الوقت نفسه، عادت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب إلى الشراء بعد فترة سابقة من البيع الصافي.
على الرغم من أن أسعار الذهب وصلت إلى مستويات قياسية، إلا أن خطر حدوث انعكاس مثل الفترتين 1980-1982 و2011-2015 لا يزال قائما. إذا اضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية للسيطرة على التضخم، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تعزيز الدولار الأمريكي، مما يقلل من جاذبية الذهب.
وقد يؤدي سيناريو خفض التصعيد في أوكرانيا أو الشرق الأوسط أيضاً إلى خفض الطلب على الملاذ الآمن، مما يفرض ضغوطاً على أسعار الذهب. قد يتم بيع صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، والتي تعتبر شديدة الحساسية لتقلبات السوق، إذا أصبحت الأسهم أو العملات المشفرة أكثر جاذبية. علاوة على ذلك، إذا هدأت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فقد يتباطأ الطلب العالمي على الذهب المادي أيضًا.
وتشير بعض التوقعات إلى أن سعر الذهب العالمي قد يتراجع إلى 2500-2800 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يعادل انخفاضا بنسبة 20-30% عن ذروته الحالية. وفي موقع "بيزنس إنسايدر"، قال بعض الخبراء إن الذهب قد يهبط إلى 1820 دولارا للأوقية خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو انخفاض بنحو 48% مقارنة بـ22 أبريل/نيسان.
في فيتنام، إذا انخفض سعر الذهب العالمي وفقًا لهذا السيناريو، فقد ينخفض سعر الذهب المحلي لدى SJC إلى حوالي 60 مليون دونج/تيل، بينما يبلغ سعر الذهب الخاتم حوالي 58 مليون دونج/تيل.
Vietnamnet.vn
المصدر: https://vietnamnet.vn/gia-vang-huong-moc-130-trieu-dong-luong-lieu-co-tai-dien-cu-lao-doc-lich-su-2393966.html
تعليق (0)