كريستيانو رونالدو يبلغ من العمر 40 عامًا، لكن هالته لم تتلاشى. |
في هونغ كونغ، خلال مباراة كأس السوبر السعودي بين النصر والاتحاد في 19 أغسطس، لم يكن كريستيانو رونالدو بحاجة للتسجيل، بل كان محط الأنظار. لعب بروح قتالية وحماس، وقدّم تمريرة حاسمة ليساعد جواو فيليكس على تحقيق الفوز بنتيجة 2-1.
ولكن الأهم من ذلك هو أن رونالدو فاز في مواجهة أخرى - معركة الصورة والرأي العام، حيث تعثر ليونيل ميسي بشدة قبل عام.
رونالدو يخرج كمنقذ
ليس من قبيل الصدفة أن تولي هونغ كونغ اهتمامًا كبيرًا بمظهر رونالدو. فلطالما رغبت كرة القدم الآسيوية عمومًا، ومنطقة الصين وهونغ كونغ على وجه الخصوص، في رؤية نجومها البارزين على أرض الواقع.
لا يرى المشجعون كرة القدم مجرد رياضة ، بل كحدث ثقافي أيضًا. في هذا السياق، يبرز رونالدو كرمز حيّ، يُثير فيهم مشاعرًا بدائية: الهتاف كلما لمس الكرة، والحماس عند التسديد، والابتهاج عند إحراز هدف.
إن صورة المشجعين الذين تحدوا الأمن وهرعوا إلى أرض الملعب، أو خيموا أمام فندق كريستيانو رونالدو، أو حتى استأجروا غرفًا لمجرد رؤيته، تعكس الشغف الذي لا يستطيع سوى عدد قليل من اللاعبين الحفاظ عليه في سن الأربعين. لقد حوّل رونالدو المباراة ليس فقط إلى مسابقة رياضية، بل إلى أداء مبدع.
وقدم رونالدو أداءً رائعًا في نصف نهائي كأس السوبر السعودي في هونج كونج يوم 19 أغسطس/آب الجاري. |
إذا وضعنا رونالدو بجانب ميسي، فسيكون التباين أكثر وضوحًا. في عام ٢٠٢٤، عندما جاء إنتر ميامي إلى هونغ كونغ، كان من المتوقع أن يكون ميسي "النجم الأول" في الحدث. اشترى عشرات الآلاف من المتفرجين تذاكر بأسعار مرتفعة، في انتظار رؤية بطل كأس العالم ٢٠٢٢ بأعينهم. ومع ذلك، جلس ميسي على مقاعد البدلاء طوال المباراة، متذرعًا بالإصابة. هذا العذر، سواء كان صحيحًا أم خاطئًا، ليس مهمًا بقدر المشاعر التي شعر بها الجمهور: خيبة الأمل، الغضب، وحتى الخداع.
تطورت الحادثة إلى أزمة. انتقدتها وسائل الإعلام في هونغ كونغ والصين، وطالب المتفرجون باسترداد أموالهم، واعتبرها بعض السياسيين "مهينة". وعندما لعب ميسي لاحقًا في اليابان، بعد أيام قليلة من مباراة هونغ كونغ، تضررت صورته أكثر.
حتى أن الحكومة الصينية ألغت مباراتين وديتين للمنتخب الأرجنتيني، معتبرةً ذلك ردًا على ذلك. تحوّلت هذه الحادثة الرياضية فجأةً إلى حدث دبلوماسي ، مُظهرةً قدرة كرة القدم على التأثير سياسيًا واجتماعيًا.
ربما أدرك رونالدو ما حدث لميسي. فاختار طريقًا آخر: الانطلاق، المساهمة، وخلق اللحظات. لا حاجة لثلاثية لإرضاء الجماهير، فقط الجهد والحضور في الوقت المناسب والمكان المناسب. لم تكن تمريرة جواو فيليكس الاحترافية فحسب، بل كانت أيضًا رسالة: "أنا هنا لألعب كرة القدم، لأريكم ما كنتم تنتظرونه".
من الناحية التجارية، كان ذلك "هدفًا مثاليًا". فعندما استنفد كريستيانو رونالدو كل طاقته، استمرت صورة علامته التجارية في الصعود في آسيا، وهي سوق ضخمة حساسة للغاية للمشاعر والتجارب الواقعية. لم يكتفِ المشجعون بشراء التذاكر، بل آمنوا بأن نجمهم لن يتخلى عنهم. وقد حافظ رونالدو على هذا الإيمان.
ميسي ضد رونالدو: التنافس لا ينتهي
لأكثر من 15 عامًا، تنافس ميسي ورونالدو على جميع الأصعدة: من الأهداف، والكرة الذهبية، إلى الألقاب الجماعية. ربما يكون ميسي قد تفوق عليهما بفوزه بكأس العالم 2022 مع الأرجنتين، بينما لم يسبق لرونالدو أن توج بكأس العالم. لكن في هونغ كونغ، تميل كفة الميزان نحو كريستيانو رونالدو.
أثار ميسي غضب جماهير هونج كونج العام الماضي. |
غادر ميسي هونغ كونغ وسط صيحات الاستهجان، ورونالدو وسط هتافات صاخبة. أصبح ميسي رمزًا لخيبة الأمل، ورونالدو شاهدًا على مفهوم "إرضاء الجماهير". وفي خضمّ الصراع العالمي على الصورة، أحيانًا يكون كسب قلوب الجماهير بنفس أهمية الفوز بالكؤوس على أرض الملعب، إن لم يكن أكثر.
لم تعد كرة القدم الحديثة مجرد مباراة مدتها 90 دقيقة، بل أصبحت مسرحًا عالميًا، حيث يمكن لأي حركة يقوم بها نجم أن تتحول إلى قصة نجاح. رونالدو يُدرك ذلك جيدًا. بتفانيه، حوّل مباراة كأس السوبر السعودي البعيدة إلى حدث إعلامي عالمي.
بخروجه من الملعب، لم يكتفِ رونالدو بالفوز على الاتحاد، بل تفوق أيضًا على ميسي في السباق الصامت نحو الشهرة، وتفوق على عشرات الآلاف من جماهير هونغ كونغ، والأهم من ذلك، تفوق عليه في الحفاظ على مكانته كرمز عالمي حتى في السنوات الأخيرة من مسيرته.
وربما، كما قال رونالدو نفسه ذات مرة، فإن هذا "يعني أكثر من أي لقب".
المصدر: https://znews.vn/ronaldo-thang-messi-o-hong-kong-post1578367.html
تعليق (0)