المصافحة التاريخية
كانت اللحظة الأكثر تميزًا وأهمية تاريخيًا خلال فترة حكم الرئيس تران دوك لونغ هي الاستقبال الرسمي للرئيس الأمريكي بيل كلينتون في هانوي في نوفمبر 2000. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس أمريكي إلى فيتنام منذ نهاية الحرب.

لم تكن لحظة مصافحة الزعيمين مجرد طقس دبلوماسي ، بل كانت لها أهمية تاريخية بالغة، لأنها كانت اللحظة التي مهدت الطريق للمستقبل. "تجاهل الماضي والتطلع نحو المستقبل" - منذ تلك اللحظة، لم يعد الأمر شعارًا، بل رغبةً وفعلًا وتوجهًا فيتناميًا نحو عملية تنمية جديدة.
وفي الاجتماع الذي عقد في ذلك اليوم، أكد رئيس الدولة الفيتنامية أن زيارة الرئيس بيل كلينتون وزوجته تشكل تطوراً جديداً في عملية تحسين العلاقات بين البلدين، وأعرب عن أمله في أن تشكل الزيارة بداية لعلاقة جديدة بين البلدين - علاقة تعاونية وودية طويلة الأمد تقوم على المبادئ التالية: احترام استقلال كل منهما وسيادته وسلامة أراضيه وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل منهما والمساواة والمنفعة المتبادلة وعدم الإضرار بعلاقات كل بلد مع أي طرف ثالث.
أكد الرئيس الفيتنامي تران دوك لونغ أن "فيتنام تعطي الأولوية لتطوير العلاقات مع الدول المجاورة والأصدقاء التقليديين والدول الكبرى".
في إشارة إلى العلاقة بين فيتنام والولايات المتحدة، أعرب الرئيس تران دوك لونغ عن ارتياحه للخطوات الرامية إلى تحسين العلاقات بين البلدين بعد ثماني سنوات من التطبيع. وقال: "هذه التطورات تتماشى مع مصالح وتطلعات شعبي البلدين"، ولكن "للمضي قدمًا نحو المستقبل، لا بد للبلدين من النظر إلى الماضي"، مؤكدًا موقف فيتنام الثابت تجاه عدد من القضايا.
من جانبه، أكد الرئيس بيل كلينتون أن ما تحقق في العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام يُشكل أساسًا لمواصلة توسيع التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري. ونتيجةً لذلك، تعهدت الولايات المتحدة بالعديد من الالتزامات خلال هذه الزيارة.
في حفل الاستقبال الذي أقيم مساء ذلك اليوم، واستنادًا إلى نتائج المحادثات، أكد الرئيس تران دوك لونغ مجددًا أن زيارة الرئيس بيل كلينتون تُمثل إنجازًا جديدًا في عملية التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين. وأكد الرئيس قائلًا: "إن الشعب الفيتنامي يُحب السلام، ويحترم الإنسانية، ويسعى دائمًا إلى بناء الصداقة والعيش في وئام مع شعوب جميع دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية".
بأسلوبه الدبلوماسي المعتدل والإنساني، كان الرئيس تران دوك لونغ من الشخصيات التي غيّرت نظرة الولايات المتحدة إلى فيتنام من دولة ما بعد الحرب إلى شريك محتمل. ومنذ تلك الزيارة، دخلت العلاقات الفيتنامية الأمريكية مرحلة من التعاون الشامل، مع تقدم سريع في العديد من المجالات.
تحقيق طموح "أن نكون أصدقاء لجميع البلدان"
في خطابه في حفل استقبال الرئيس كلينتون مساء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2000، قيّم الرئيس تران دوك لونغ أن فيتنام والولايات المتحدة قد قطعتا شوطًا طويلًا في تحسين العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، أقرّ بأن هذه ليست سوى البداية، وأعرب عن أمله في أن تُشكّل زيارة أول رئيس أمريكي لفيتنام مرحلة جديدة من التعاون الودي طويل الأمد. ونتيجةً لذلك، يُسجّل التاريخ الدبلوماسي أن فيتنام، منذ تلك البداية، شاركت بشكل أعمق في عملية التكامل. وتوسّعت علاقات التعاون باستمرار، على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف.

بالتزامن مع المرحلة المحورية لعملية التكامل، شهدت فترة حكم الرئيس تران دوك لونغ دخول فيتنام مرحلة توسع قوي في علاقاتها الخارجية متعددة الأطراف والمتنوعة. وقد تحققت في هذه الفترة طموحات فيتنام في "الصداقة مع جميع الدول" من خلال سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى، وتوقيع شراكات استراتيجية، ومفاوضات تجارية ثنائية، وخاصةً العملية المهمة للتحضير للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
يمكن القول إنه، بصفته رئيسًا، كان من بين الذين ساهموا في صياغة أيديولوجية التكامل ذات الطابع الفيتنامي: فالتكامل يجب أن يقترن بالحفاظ على الاستقلال والحكم الذاتي؛ والتعاون الدولي يجب أن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمبدأ "لصالح الأمة والشعب"؛ التكامل لا التفكك... وقد أكد الرئيس تران دوك لونغ هذه الرؤية في خطابه الافتتاحي أمام الجمعية الوطنية: "تواصل دولتنا المثابرة في سياستها الخارجية القائمة على الاستقلال والحكم الذاتي والانفتاح والتنويع والتعددية، سعيًا إلى توافق ودعم متزايدين من الدول والمنظمات الدولية وشعوب العالم. وانطلاقًا من الحفاظ على الاستقلال والحكم الذاتي والمساواة والمنفعة المتبادلة، والحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها، فإننا نعزز أنشطة الشؤون الخارجية بنشاط واستباقية، مما يعزز دور فيتنام ومكانتها في المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية".
خلال فترة مفاوضات فيتنام للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية (التي انتهت عام ٢٠٠٦، وانضمت رسميًا في أوائل عام ٢٠٠٧)، دعم الرئيس تران دوك لونغ بنشاط خارطة الطريق للإصلاح المؤسسي، ووضع قوانين متوافقة مع المعايير الدولية، وفتح الأسواق بشكل منظم. وحتى الآن، وبعد أن أصبحت فيتنام شريكًا استراتيجيًا للعديد من القوى الكبرى، وعضوًا فاعلًا في العديد من المنظمات الدولية المرموقة، يتضح أن بصمة السياسة الخارجية للرئيس تران دوك لونغ وجيله من القادة قد توارثوها وعززوها، ولا تزال مستمرة.
بفضل حذره في كلماته واعتداله في رسائله وثباته على مبادئه، ساهم الرئيس السابق تران دوك لونغ في خلق صورة لفيتنام كدولة هادئة ومنفتحة، تحظى باحترام العديد من البلدان الشريكة.
وفقًا لـ Hai Trieu (TNO)
المصدر: https://baogialai.com.vn/nguyen-chu-tich-nuoc-tran-duc-luong-nguoi-mo-rong-canh-cua-hoi-nhap-cua-viet-nam-post324620.html
تعليق (0)