في أحدث تقرير لها عن التوقعات الاقتصادية العالمية، توقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تتصدر الهند والصين وإندونيسيا توقعات النمو لعامي 2023 و2024. وتتوقع المنظمة أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.7% هذا العام، وهو ثاني أدنى معدل منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، باستثناء عام 2020، عندما تفشى كوفيد-19.
قالت الخبيرة الاقتصادية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كلير لومبارديلي إن انخفاض أسعار الطاقة والتضخم واختناقات العرض وإعادة فتح الاقتصاد الصيني، إلى جانب سوق العمل القوية والمالية المستقرة نسبيا للأسر، كلها عوامل ساهمت في توقعات التعافي.
لكن الخبير الاقتصادي لومبارديلي أشار إلى أن وتيرة التعافي ستكون أضعف مما كانت عليه في الماضي، مضيفا أن صناع السياسة النقدية سيحتاجون إلى السير على مسار صعب.
تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتفوق اقتصاد الهند على اقتصاد الصين في عامي 2023 و2024. (المصدر: جيتي) |
النجم الهندي
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ينمو اقتصاد الهند بنسبة 6% هذا العام، في حين من المتوقع أن ينمو اقتصاد الصين وإندونيسيا بنسبة 5.4% و4.7% على التوالي.
قالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن زخم النمو في الهند سيستمر هذا العام بفضل الناتج الزراعي الأعلى من المتوقع والإنفاق الحكومي القوي. وأضافت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن المزيد من التيسير النقدي في النصف الثاني من العام المقبل من شأنه أن يساعد في دعم إنفاق الأسر. وتتوقع المنظمة أيضًا أن يتجه البنك المركزي الهندي نحو تخفيضات طفيفة في أسعار الفائدة بدءًا من منتصف عام 2024.
علاوة على ذلك، يتوقع تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ينخفض التضخم في الدول الأعضاء إلى 6.6% هذا العام، بعد أن بلغ ذروته عند 9.4% في عام 2022. ويتوقع التقرير أيضًا أن تشهد المملكة المتحدة أعلى معدل تضخم بين الاقتصادات المتقدمة هذا العام.
ومن بين البلدان التي ركزت عليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تحليلها للتضخم، يقال إن الأرجنتين وتركيا فقط هما الدولتان اللتان تتمتعان بمعدلات تضخم أعلى.
ولمكافحة التضخم ومعالجة المخاوف المباشرة التي تهدد الاقتصاد العالمي، توصي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الحكومات باتخاذ ثلاث خطوات: الحفاظ على سياسة نقدية تقييدية؛ التخلص التدريجي من الدعم المالي المستهدف؛ إعطاء الأولوية للإنفاق الداعم للنمو والإصلاحات الهيكلية في جانب العرض.
وأشارت المنظمة إلى أن جميع البلدان تقريبا تعاني من عجز في الميزانية ومستويات ديون أعلى مما كانت عليه قبل الجائحة. ومن ثم، فإن هناك حاجة إلى اختيارات حذرة للحفاظ على موارد الميزانية الشحيحة لدعم أولويات السياسة المستقبلية وضمان استدامة الدين.
التعافي الهش
حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن التعافي الاقتصادي العالمي يظل هشا مع استمرار البنوك المركزية في تشديد السياسة النقدية. وقد يؤدي هذا إلى ضغوط في الأسواق المالية.
ويسلط تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الضوء على القلق الرئيسي من احتمال ظهور حلقات ضعيفة جديدة في القطاع المصرفي، مما يؤدي إلى فقدان الثقة على نطاق أوسع وانكماش حاد في الائتمان، في حين تزيد المخاطر الناجمة عن اختلال التوازن في السيولة والرافعة المالية في المؤسسات المالية غير المصرفية.
ورغم أن البنوك أصبحت أكثر مرونة بشكل عام مقارنة بالأزمة المالية العالمية الأخيرة، فإن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قالت إن ثقة السوق لا تزال هشة، في أعقاب الانهيار الأخير للبنوك في الولايات المتحدة.
وعلاوة على ذلك، فإن مستويات الديون المرتفعة في الاقتصادات المتقدمة، في أعقاب جائحة كوفيد-19 والصراع في أوكرانيا، تشكل أيضا قضايا جديرة بالملاحظة.
وتعاني أغلب بلدان العالم من عجز كبير في الموازنة وديون عامة، بحسب الخبير الاقتصادي لومبارديلي. وتتزايد حدة أعباء الديون المتزايدة وضغوط الإنفاق المرتبطة بشيخوخة السكان وتغير المناخ.
وفي الشهر الماضي، أعرب رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس عن مخاوف مماثلة، مضيفا أن نسب الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في الاقتصادات المتقدمة أصبحت أعلى من أي وقت مضى.
تظل التوقعات بشأن آسيا مشرقة
ورغم أن الاقتصاد العالمي قد يتباطأ أكثر، فمن المتوقع أن تظل آسيا نقطة مضيئة حيث من المتوقع أن يظل التضخم في المنطقة معتدلا نسبيا، وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يؤدي إعادة فتح الصين إلى تعزيز الطلب على المنطقة.
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نمو الناتج المحلي الإجمالي في اليابان بنسبة 1.3%، بدعم من السياسة المالية واستمرار ارتفاع التضخم الأساسي إلى 2%. وقال خبراء الاقتصاد في بنك نومورا مؤخرا إن الظروف المالية العالمية تشير إلى أن هذا هو "الوقت المناسب لآسيا للتألق".
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)