وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم والتدريب، سجلت البلاد بنهاية العام الدراسي 2022-2023 نقصا يصل إلى 118.253 معلما، لكن لا يزال هناك أكثر من 74 ألف حصة توظيف مخصصة للمناطق التي لم يتم توظيفها.
لا تزال مشكلة استقالة المعلمين وتغيير وظائفهم تتفاقم منذ فترة طويلة، ولم تُحل بعد. ولا يزال المعلمون الذين يُدرِّسون مواد العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا المتكاملة قلقين بشأن جودة وفعالية ساعات تدريسهم، إذ لا يستطيعون تحمل مسؤولية موادهم المتزامنة بشكل كامل بعد دورات تدريبية قليلة فقط.
إضافةً إلى ذلك، هناك ندرة في معلمي المواد الدراسية الجديدة، وخاصةً معلمي اللغات الأجنبية وتكنولوجيا المعلومات والفنون. وهذا يُصعّب على العديد من المناطق تطبيق المنهج الجديد في تدريس المواد الدراسية.
وتستمر مفارقة الفائض والنقص في المعلمين المحليين من عام دراسي إلى آخر.
إذن، هل برنامج التعليم العام لعام 2018 ــ وهو جهد يهدف إلى تجديد قطاع التعليم بشكل جذري وشامل ــ فعال حقا وعالي الجودة؟
"3 مدرسين وكتاب واحد"
إلى جانب العبء المتمثل في النقص الخطير في المعلمين، فإن تطبيق التدريس المتكامل للمواد على مستوى المدارس الثانوية يخلق أيضًا سلسلة من التحديات والصعوبات لكل من المدارس والمعلمين.
على وجه التحديد، تُدمج العلوم الطبيعية (بما في ذلك الفيزياء والكيمياء والأحياء) والتاريخ والجغرافيا، وإن كانت منفصلة، مما يؤدي إلى حالة "ثلاثة معلمين، كتاب واحد"، أو "معلمان، كتاب واحد". يُسبب هذا الوضع ارتباكًا عند إعداد الاختبارات، وتصحيح الأوراق، وإدخال الدرجات، وتقديم التعليقات للطلاب.
كقاعدة عامة، يكون هناك معلم واحد فقط مسؤولاً عن جميع مجالات المعرفة في المادة المتكاملة.
في الواقع، معظم "المعلمين المدمجين" هم معلمون لمادة واحدة، ولم يتلقوا سوى دورات تدريبية قليلة. لذلك، يشعرون بالقلق دائمًا في الصف، لأنهم لا يمتلكون الثقة الكافية لتحمل مسؤولية نشر روح الابتكار التعليمي.
إن الاعترافات والتصريحات الأخيرة للمعلمين المدمجين حول رغبتهم في "عدم طرح الطلاب أي أسئلة صعبة" تزرع المرارة في قلوب الناس...
هذا هو العام الرابع الذي يُطبّق فيه برنامج التعليم العام لعام 2018 على جميع المستويات الثلاثة: الصف الرابع والثامن والحادي عشر. وقد تمّت الموافقة على استراتيجية "استبدال الكتب المدرسية" وتنفيذها، ولكن لا يزال هناك نقص في الموارد البشرية اللازمة لتلبية متطلبات الابتكار التعليمي.
أين المعلمون في برنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨؟ وضع قطاع التعليم برنامجًا تعليميًا جديدًا، وأعدّ العديد من الكتب المدرسية الشيقة، إلا أنه لم يُوظّف عددًا كافيًا من المعلمين، ولا يوجد معلمون لتدريس مواد جديدة. ونتيجةً لذلك، يُضطر المعلمون إلى زيادة ساعات عملهم أو يُنقلون من صف دراسي إلى آخر لسد الفجوة مؤقتًا.
عُقدت جلسات التدريب بسرعة، مما حال دون ضمان قطاع التعليم جودة وفعالية هذا "التغيير المنهجي". لذا، فإن التشكيك العام في برنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨ وتساؤلاته مبررة تمامًا.
ورغم وجود موظفين إضافيين، لا تزال العديد من المقاطعات والمدن تفتقر إلى المعلمين، وخاصة في المواد التي تخدم برنامج التعليم العام الجديد.
يُعدّ التعليم السياسة الوطنية العليا، ويُحدد المعلمون نجاح أو فشل برنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨. ومع ذلك، منذ بدء وضع برنامج التعليم العام لعام ٢٠١٨، لم تكن لدى وزارة التعليم والتدريب خطة محددة لتدريب وتوظيف وتطوير الكوادر التعليمية.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)