يتم تدريب طلاب أكاديمية الصحافة والاتصال على مهارات استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
قالت نجوين ثو ها، طالبة في السنة الرابعة بأكاديمية الصحافة والاتصال: "في البداية، كنت أستخدم الذكاء الاصطناعي فقط للرجوع إلى المخطط التفصيلي. ولكن بعد عدة مرات، أدركتُ أن أي مهمة يمكن إنجازها بواسطة الذكاء الاصطناعي. حتى أن التحرير والتسليم لم يستغرقا سوى 15 دقيقة. هذا جعلني أستخدم الذكاء الاصطناعي أكثر وأقل في البحث عن مواد الدراسة."
لا تقتصر هذه العادة على العلوم الاجتماعية فحسب، بل تشمل العلوم الطبيعية أيضًا. فبعض طلاب تكنولوجيا المعلومات والهندسة، عند مواجهة تمارين برمجة صعبة، ينسخون بسهولة شيفرة المصدر من الذكاء الاصطناعي، بدلًا من التجريب وممارسة مهارات حل المشكلات. حتى المهن التي تتطلب الإبداع والهوية الشخصية، مثل تأليف الموسيقى والرسم والتصميم الجرافيكي، يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي فيها. يقول نغوين جيا مينه، طالب في جامعة الفنون الجميلة الصناعية: "عادةً، قد أضطر لقضاء ساعات في ابتكار الأفكار والرسم ومطابقة الألوان لإنشاء ملصق، ولكن عندما جربت استخدام الذكاء الاصطناعي، كانت بعض الأوامر كافية لرسم العديد من الملصقات المختلفة، وجميعها بدت جميلة واحترافية للغاية".
أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) أداة مألوفة للطلاب في معظم مجالات الدراسة. من كتابة المقالات والترجمة والبرمجة إلى التصميم الجرافيكي والموسيقى ، يمكن للذكاء الاصطناعي إنتاج منتجات بسرعة وجذابة. ومع ذلك، فإن هذه الراحة تجلب معها أيضًا العديد من العواقب المقلقة حيث يصبح الطلاب معتمدين بشكل متزايد. النتيجة الأولى هي انخفاض القدرة على التفكير بشكل مستقل. بدلاً من البحث والتحليل وكتابة آرائهم الخاصة، يقوم العديد من الطلاب ببساطة بإعادة استخدام نتائج الذكاء الاصطناعي. وهذا يتسبب في تقزم مهارات التفكير النقدي والإبداع، والتي تعتبر أساسية في البيئة الجامعية. ثانيًا، يتزايد خطر الانتحال والدراسة. غالبًا ما تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بتجميع المعلومات من العديد من المصادر على الإنترنت، مما يؤدي إلى قيام الطلاب بالنسخ عن طريق الخطأ دون الاستشهاد. إذا استمر هذا الوضع، فقد تتآكل جودة البحث والأخلاقيات الأكاديمية. لا تتوقف العواقب عند جانب التعلم، بل تمتد أيضًا إلى مهارات الممارسة المهنية.
في الماضي، كنتُ أستخدم الذكاء الاصطناعي بكثرة في كتابة النصوص ووضع خطط التواصل. ونظرًا لسهولة استخدامه، أستخدمه أكثر فأكثر، ولكن بسبب ذلك، أشعر أنني أعتمد عليه كثيرًا. الآن، عليّ قضاء وقت طويل في كتابة نصوص التواصل الخاصة بي. حتى عندما تنفد مني الأفكار، أشعر وكأنني "مدمن" على الذكاء الاصطناعي، وأرغب فقط في إيجاده لمساعدتي في إنجاز عملي،" هذا ما قاله نغوين توان خاي، طالب الاتصالات المتعددة الوسائط في جامعة هونغ دوك.
في ظل هذا الوضع، بدأت العديد من الجامعات بتعديل أساليب التدريس والاختبار. فبدلاً من الاكتفاء بكتابة المقالات، يطلب بعض المحاضرين من الطلاب عرض آرائهم والدفاع عنها أمام المحاضرين. يُجبر هذا النهج الطلاب على فهم المحتوى بوضوح، متجنبًا النسخ الآلي. بالنسبة لتخصصات التدريب التي تتطلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم والتعلم، يُشدد المحاضرون دائمًا على ضرورة إتقان الطلاب للتقنيات الجديدة. ويعني "إتقان الذكاء الاصطناعي" تحديدًا أن يمتلك الطلاب فهمًا راسخًا للمعارف الأساسية، وأن يستخدموه كأداة دعم مرجعية، ثم يواصلون تطوير تفكيرهم المستقل والإبداعي. لا تتجلى قيمة الذكاء الاصطناعي الحقيقية إلا عندما يتقنه المتعلمون، بدلًا من أن يكونوا خاضعين للقيادة والتبعية.
في جامعة هونغ دوك، يُعدّ قطاع الوسائط المتعددة من القطاعات التي تحتاج إلى تحديث مستمر للاتجاهات وتطبيق تقنيات جديدة، لذا يُعدّ تطبيق الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم والتعلم توجهًا حتميًا. وصرح الأستاذ المشارك، الدكتور داو با ثين، نائب رئيس جامعة هونغ دوك: "تشجع الجامعة دائمًا التفكير الإبداعي، والقدرة على استخدام الأدوات الرقمية، وتحليل البيانات، وبناء صورة شخصية احترافية لكل طالب. وتركز الجامعة بشكل خاص على ضرورة تطوير الطلاب بشكل شامل وإتقان التكنولوجيا للتكيف بثقة وإثبات أنفسهم في مجال الاتصالات الرقمية".
لا شك أن الذكاء الاصطناعي إنجازٌ عظيمٌ للبشرية، والطلاب شبابٌ سريعو التأقلم مع التكنولوجيا، لذا ستكون هذه الفئة من الناس بلا شك الأكثر استخدامًا لها. المشكلة ليست في "الحظر أو عدم الحظر"، بل في كيفية استخدامه بشكل صحيح. المبدأ الأهم هو استخدام الذكاء الاصطناعي كمرجع، لا للنسخ الحرفي. يمكن للطلاب الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لاقتراح وتلخيص الوثائق، ولكن عليهم بعد ذلك التحقق منها وتطويرها بتفكيرهم الخاص. قالت الأستاذة المشاركة، الدكتورة دينه ثي ثو هانغ، مديرة معهد الصحافة والاتصال بأكاديمية الصحافة والاتصال: "مهما كان مدى استخدامك لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فأنت في النهاية المسؤول عن منتجك النهائي. لذلك، يُعدّ التحقق من مصادر المعلومات وتطوير التفكير الشخصي أمرًا بالغ الأهمية". بالإضافة إلى ذلك، يجب على المتعلمين معرفة كيفية طرح أسئلة نقدية حول الذكاء الاصطناعي، ومقارنة المعلومات بالمصادر الأكاديمية الرسمية، ودمجها مع أساليب التعلم التقليدية مثل البحث الوثائقي والمناقشات الجماعية. بهذه الطريقة فقط، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح أداةً حقيقيةً لدعم عملية التعلم، مع الحفاظ على قيمة التفكير المستقل.
المقال والصور: فونج دو
المصدر: https://baothanhhoa.vn/lam-dung-ai-nbsp-khien-sinh-vien-luoi-tu-duy-258973.htm
تعليق (0)