وتصف القوات المسلحة الأميركية طائرة إف-22 بأنها المقاتلة الأكثر قوة في العالم، حيث يقال إن المقطع الراداري لها يبلغ 1 سم2 فقط، وهو ما يعادل حجم ظفر الإصبع.
ومع ذلك، قال فريق بحثي مشترك بقيادة الدكتور شيه جونوي من كلية القوات الجوية والدفاع الصاروخي بجامعة هندسة القوات الجوية في شيآن بمقاطعة شنشي شمال الصين، إنهم وجدوا طريقة جديدة يمكنها جعل مقاتلة شبح ذات تكوين مماثل لطائرة F-22 تظهر على شاشات الرادار بقوة إشارة تعادل مقاتلة تقليدية ذات مقطع عرضي للرادار أكبر من 6 أمتار مربعة - أي أكبر بـ 60 ألف مرة.
طائرة مقاتلة من طراز F-22 رابتور تابعة للقوات الجوية الأمريكية. (الصورة: رويترز)
وتغطي طريقة الكشف الخاصة بهم ساحة معركة تبلغ مساحتها حوالي 63 ألف كيلومتر مربع، مما يضمن أن أي مناورات لطائرة إف-22 تكون دائمًا ضمن نطاق شبكة الرادار الصينية، وفقًا لما قاله فريق شي في ورقة بحثية تمت مراجعتها من قبل النظراء ونشرت في مجلة جامعة بكين للملاحة الجوية في أواخر فبراير.
ويُعتقد أن نتائج هذا البحث قد يكون لها تأثير كبير على فعالية القتال لطائرة إف-22، لأن صواريخ جو-جو التي تحملها المقاتلة يبلغ مداها حوالي 100 كيلومتر، وبالنسبة للهجمات بالقنابل الذكية على الأهداف الأرضية، يجب أن تكون طائرة إف-22 ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترًا من الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الطائرة F-22 تجنب اكتشافها أو قفلها من قبل أنظمة الدفاع المعادية قبل أن تتمكن من الوصول إلى نطاق هجومها الفعال.
وقال فريق السيد تا إن تقنية الكشف الجديدة هذه تسمح لنظام الرادار الصيني بتحديد موقع طائرة إف-22 في الوقت الحقيقي بدقة مذهلة، مع حد أدنى من الخطأ يبلغ حوالي 20 متراً فقط. ومن الممكن بعد ذلك نقل هذه المعلومات بسرعة إلى الصواريخ الاعتراضية أو الصواريخ المضادة للطائرات.
علاوة على ذلك، يمكن إكمال حساب إحداثيات الهدف وسرعة الحركة الدقيقة في 0.008 ثانية فقط. وبحسب الباحثين، حتى في حالة هجوم سرب كامل من طائرات F-22، من الممكن جمع معلومات مفصلة عن كل طائرة في 0.02 ثانية.
التحديات في القتال الحقيقي
في مواقف القتال الحقيقية، قد يختلف التوقيع الراداري للطائرات المعادية عن بيانات الاستخبارات التي تم جمعها مسبقًا. يمكن أن تؤدي التغييرات في اتجاه الطائرة أو ارتفاعها أثناء الطيران إلى تقلبات كبيرة في الإشارة، مما قد يتسبب في فقدان نظام التتبع لمسار الهدف.
ولمعالجة هذا التحدي، استخدم فريق تا عدة رادارات للبحث عن المقاتلات الشبحية من زوايا مختلفة. ورغم أن الفكرة ليست جديدة تماما، فإن تنفيذها لا يزال يواجه عقبات كبيرة، إذ يتطلب اكتشاف الأهداف الخفية في كثير من الأحيان تعبئة موارد كبيرة داخل شبكة الرادار. ومع ذلك، في القتال الحقيقي، يمكن أن يكون عدد الأهداف المحمولة جواً كبيراً جداً ولا يستطيع رادار واحد تخصيص سوى جزء بسيط من موارده لاكتشاف وتتبع طائرة إف-22.
ويقول فريق الدكتور تا إنهم تمكنوا من التغلب على هذا التحدي التقني المستمر. وعلى وجه التحديد، تسمح طريقة "جدولة تخصيص الموارد الذكية" لنظام شبكة الرادار المركزي بضبط معلمات الشعاع وقوة كل رادار بناءً على خصائص وتغييرات الموقع في الوقت الفعلي للطائرات الشبحية في ساحة المعركة.
يتيح هذا للنظام تركيز موارد الكشف المحدودة على السمت الأكثر تعرضًا، أو زاوية الوصول، للطائرة الشبحية، مما يعزز بشكل كبير من شدة ودقة تتبع إشارة الرادار مع ضمان قفله بشكل مستمر على الهدف.
ونتيجة لذلك، لا يحتاج كل رادار إلا إلى استخدام جزء صغير من تردده وقوته لتتبع الطائرات الشبحية، مما يوفر موارد قيمة للتعامل مع أهداف أخرى.
وبحسب المقال، فمن الممكن تحقيق التتبع الشامل والمستقر لسرب من مقاتلات إف-22 باستخدام ثلاثة رادارات فقط.
ويمكن نشر الرادارات بشكل استراتيجي على البر والجزر والسفن وحتى المنصات الجوية، مما يعزز قدرات الصين على منع الوصول ومنع دخول المناطق في بحر الصين الجنوبي ومنطقة غرب المحيط الهادئ.

طائرة مقاتلة شبح أمريكية من طراز F-22 تحلق فوق قاعدة أوسان الجوية في بيونجتايك، كوريا الجنوبية. (الصورة: رويترز)
يعود تاريخ طائرة إف-22 إلى الحرب الباردة، ولكن بحلول الوقت الذي تم فيه اختبار أول طائرة إف-22 في عام 1997، كان الاتحاد السوفييتي قد انهار.
ونتيجة للتكاليف المرتفعة ونقص المنافسين، أغلقت الحكومة الأميركية خط إنتاج طائرة إف-22 منذ نحو عقد من الزمان.
ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، زادت الصين بشكل كبير إنتاج المقاتلة الشبح الثقيلة J-20. وردًا على ذلك، يعمل الجيش الأمريكي على تحسين قدرات التخفي والقتال لأسطوله الحالي الذي يضم أكثر من 100 مقاتلة من طراز إف-22.
كما عمل العلماء والمهندسون الصينيون مؤخرًا على تطوير تكنولوجيا الطائرات المضادة للشبح، بما في ذلك نشر أكبر مجموعة في العالم من أقمار المراقبة البصرية في مدار أرضي منخفض لتتبع طائرة إف-22 في الوقت الفعلي، وتطوير صواريخ دفاع جوي تفوق سرعتها سرعة الصوت بمدى يتجاوز 2000 كيلومتر.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)