أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (17 أبريل/نيسان)، أنه نفذ سلسلة من الغارات الجوية ضد أكثر من 40 هدفا في قطاع غزة خلال 24 ساعة، بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل . وفي الوقت نفسه، هاجمت طائرات إسرائيلية أيضا اثنين من قادة حزب الله في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتلهما. وتأتي هذه الإجراءات في الوقت الذي كان فيه الجيش الإسرائيلي يعد خطة للرد على إيران وإرسال قوات المشاة إلى منطقة رفح في جنوب قطاع غزة لتدمير قوات حماس.
المخاطر على إسرائيل
ورغم دعوات حلفائه الغربيين لضبط النفس، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عازم على تنفيذ خططه على الجبهتين، رغم أنه لم يعلن عن وقت محدد. ونقلت وكالة فرانس برس أمس عن خبراء إقليميين تحليلهم أن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تنفيذ حملتين من هذا النوع في نفس الوقت. وقال جون إيراث، مدير السياسات في مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار (الولايات المتحدة)، إن القادة الإسرائيليين قد يدرسون خيارات لا تؤدي إلى تصعيد التوترات مع إيران وتكون بمثابة مخرج من الأزمة.
نقطة صدام: إسرائيل تضرب إيران؛ الرئيس الأوكراني محبط من أمريكا
وإذا أصرت إسرائيل على الرد على إيران، فإن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تثير المخاوف من اندلاع حرب متعددة الجبهات، ومن المتوقع أن تزيد من عزلة تل أبيب. ورغم أن الجيش الإسرائيلي يتمتع بميزة هائلة على منافسيه الإقليميين، فإن تل أبيب ستحتاج إلى إذن من دول الخليج لاستخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران، وهو أمر غير مضمون على الإطلاق. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصراع المباشر من شأنه أيضاً أن يزيد الضغوط على الجيش الإسرائيلي، ويصرف انتباهه عن الصراع في غزة، ويؤثر على الاقتصاد.
دبابات إسرائيلية تعمل بالقرب من غزة في 16 أبريل.
ردا على صحيفة الغارديان في 16 أبريل، اتهم القائم بالأعمال الإيراني في المملكة المتحدة سيد مهدي حسيني متين إسرائيل بمحاولة جر الغرب إلى حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط ذات عواقب لا يمكن قياسها. وأكد أن طهران حققت هدفها بمهاجمة إسرائيل، وحذر من رد فوري وقوي إذا أخطأت تل أبيب في الرد.
الغرب يهدئ
اقترحت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمس زيادة العقوبات على إيران بسبب الهجوم على إسرائيل في الصباح الباكر من يوم 14 أبريل. وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة تستهدف برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، والحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع، بالإضافة إلى قدرتها على تصدير النفط. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الحلف يعمل على اتخاذ تدابير أقوى ضد إمدادات الأسلحة من إيران إلى قوى أخرى.
وفي مكالمة هاتفية يوم 16 أبريل/نيسان، سعى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيضًا إلى استرضاء نظيره الإسرائيلي لتجنب تصعيد التوترات. وقال سوناك خلال المكالمة إن التصعيد لا يؤدي إلا إلى زيادة انعدام الأمن في الشرق الأوسط، وشدد على أن الوقت قد حان الآن "للهدوء". التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج في القدس أمس. وقال كاميرون بعد الاجتماع إن إسرائيل اتخذت قرارا واضحا بالرد، لكنه أعرب عن أمله في أن تتصرف تل أبيب "بأقل قدر ممكن من التصعيد".
ماذا تستفيد إيران من الهجوم على إسرائيل؟
مجلس الأمن يصوت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
أفادت وكالة فرانس برس أمس أن مجلس الأمن الدولي سيصوت على عضوية فلسطين الرسمية في الأمم المتحدة في 18 أبريل/نيسان. وتستطيع الجمعية العامة للأمم المتحدة قبول أعضاء جدد بأغلبية الثلثين، ولكن فقط بعد أن يوصي مجلس الأمن بذلك بالإجماع.
وفي بيان صدر يوم 16 أبريل/نيسان، أكدت المجموعة العربية دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، مشددة على أن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خطوة مهمة نحو حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وتعتقد الولايات المتحدة، التي طالما استخدمت حق النقض ضد توصيات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ينبغي أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس في الأمم المتحدة. قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد يوم 17 أبريل/نيسان إن قرار مجلس الأمن الذي يقترح منح العضوية الرسمية لفلسطين لن يساعد في التوصل إلى حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)