تقع مدينة دهب عند سفح جبال سيناء في مصر، وهي تبرز كنقطة سياحية شهيرة ذات جاذبية كبيرة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
تعد دهب واحدة من أفضل منتجعات الغوص في البحر الأحمر. (المصدر: سي إن إن) |
كانت دهب في الأصل بلدة صيد بدوية صغيرة، وهي الآن واحدة من أفضل منتجعات الغوص في البحر الأحمر، حيث تجذب محبي الطبيعة والباحثين عن الإثارة.
الحفرة الزرقاء الغامضة
يعتبر الثقب الأزرق أحد أشهر الأماكن في دهب، وهو أخطر مكان للغوص في العالم.
يزيد وجود الحفرة الخطيرة بشكل ملحوظ من جاذبيتها للغواصين الشجعان الذين يريدون استكشاف أسرار قاع البحر.
يقع الثقب الأزرق على عمق حوالي 100 متر، وهو محمي من تيارات المحيط، لذا فإن المياه هادئة نسبيًا.
على الرغم من أن الغوص في الحفرة الزرقاء آمن تمامًا، إلا أن مغامرة القوس الطبيعي المسمى القوس (الذي يفتح من الحفرة إلى المحيط) تشكل تحديًا مثيرًا للغواصين الأحرار (بدون خزانات هواء) الذين يتطلعون إلى دفع حدودهم في سباق ضد العمق وسعة الرئة.
الخطر هو أن الغواصين الذين يبحثون عن القوس، الذي يقع على عمق 56 متراً تحت سطح البحر، قد يضلوا طريقهم وينتهي بهم الأمر إلى نفاد الأكسجين. إن محاولة الغوص في جميع المواقع تحت الماء في دهب في أسبوع واحد سيكون مستحيلاً تقريباً، وذلك بسبب وجود العديد من مواقع الغوص، بدءاً من الشعاب المرجانية إلى حطام السفن. من المدهش أن هذه المواقع محفوظة بشكل جيد. على سبيل المثال، يقدم حطام السفينة التابعة للبحرية البريطانية التي ضربتها سفينة طوربيد ألمانية خلال الحرب العالمية الثانية لمحة نادرة عن التاريخ.
إذا كنت لا ترغب في الخروج، توجه إلى منطقة الغوص الآمنة القريبة Three Pools في أكابا لرؤية بعض الأسماك الملونة.
وقال إسلام علي رضوان، مدرب الغوص في دهب، إن السياح يأتون إلى هنا من جميع أنحاء العالم لأن هذا هو أحد أفضل الأماكن لتجربة هذه الرياضة الرائعة. عندما تغوص تحت سطح البحر، يمكنك رؤية كهوف وشعاب مرجانية خلابة نادرة الوجود في العالم. كما يُعد هذا البحر من أكثر البحار هدوءًا وأمانًا، نظرًا لخلوه من أسماك القرش.
وللحد من النفايات التي تجرفها المياه إلى البحر، قال رئيس جمعية تنمية الغوص بمنطقة جنوب سيناء، إيهاب تومونم، إن جمعيته تحاول المساهمة في جمع النفايات على شاطئ وشوارع مدينة دهب.
وقال "إن شراكتنا وحدها لا تكفي، بل نحتاج إلى تعاون الجميع". "يجب على الدولة أن تولي دهب اهتماما أكبر كما فعلت بشرم الشيخ."
السلام ينتصر على القلب
تقع مدينة دهب على بعد ساعة بالسيارة من شرم الشيخ، وهي مدينة نابضة بالحياة، ولكنها أيضًا مكان للاسترخاء بجانب البحر، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمياه الزرقاء الصافية والهواء البارد.
تتميز هذه المدينة السياحية بممرات خشبية ملونة ومتاجر للحرف اليدوية ومطاعم ومقاهي متعددة الثقافات، ولكل منها طابعها الفريد.
يضم المجتمع المتعدد الثقافات هنا البدو الأصليين والمصريين وعدد من الأجانب الذين انبهروا بجمال دهب.
"أشعر أن هذا هو المكان المناسب لي"، تشرح جوليا ليمونوفا، وهي روسية انتقلت إلى دهب عام ٢٠٢٠. "هناك الكثير من الأشخاص الذين يمارسون رياضات مثل الغوص الحر، والغوص، وركوب الأمواج، واليوغا... إنهم من جنسيات مختلفة مثل الروس والأوكرانيين والألمان والإيطاليين".
تتمتع مدينة دهب باتصال بالإنترنت، مما يجعلها ملائمة للعاملين عن بعد الذين يبحثون عن "مكتب" هادئ بجانب الشاطئ.
وتقول السائحة رحمة زين إن الأنشطة العديدة والمثيرة المتاحة في دهب، مثل الغوص والمشي لمسافات طويلة وحمامات الشمس، تجعل هذه المدينة مكانًا مثاليًا للعديد من الزوار.
"في يوم عادي، أستيقظ، أتناول وجبة الإفطار، أمارس الغوص الحر، أقضي وقتي على الشاطئ، أمارس رياضة المشي لمسافات طويلة، أتناول الطعام وأستريح"، كما تقول، "وفي هذه الأثناء، أعمل عن بعد".
مكان جميل وبسيط
بفضل مياهها الفيروزية الهادئة ورياحها القوية، تعد البحيرة الزرقاء مثالية لمحبي رياضة ركوب الأمواج الشراعية وركوب الأمواج الشراعية.
لا يوجد هنا سوى عدد قليل من أكواخ الخيزران، وعدد قليل جدًا من الأشخاص، لذا يبدو الأمر كما لو كنت تدخل شاطئًا حصريًا. مع عدم وجود إنترنت وانعدام الكهرباء تقريبًا، يعد هذا المكان مثاليًا للهروب من العالم الحديث.
ينجذب السياح إلى بساطتها الجميلة، كما أن البدو المحليين على استعداد لصيد وتحضير أشهى المأكولات البحرية للزوار.
يختار العديد من الأشخاص التخييم هنا طوال الليل لمشاهدة مناظر شروق الشمس وغروبها الخلابة. على الرغم من أن الزوار يمكنهم استئجار خيمة أو إحضارها، إلا أن ذلك ليس إلزاميًا، حيث يكفي كيس نوم واحد على الشاطئ الرملي لمشاهدة السماء المرصعة بالنجوم المتلألئة...
يتركز التطوير السياحي في شبه جزيرة سيناء المصرية بشكل رئيسي على طول الساحل الشرقي لخليج العقبة. تعد كل من مدينتي دهب ونويبع من المنتجعات الشهيرة، وهي رائعة للغوص وركوب الأمواج والرياضات المائية الأخرى. في الطرف الشمالي لشبه جزيرة سيناء يقع منتجع طابا، الذي يضم العديد من الفنادق الكبيرة بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية. |
تسلق جبال وادي قناي
على الرغم من أن دهب تشتهر بأنها وجهة سياحية عالمية للغوص وركوب الأمواج، إلا أن تسلق الصخور أصبح أيضًا شائعًا في الآونة الأخيرة.
المكان الأكثر شعبية هنا هو وادي قناي، الذي يلبي جميع مستويات التسلق، مع مسارات فردية ومتعددة المسارات.
خلال النهار، لا تكون درجة الحرارة مناسبة للتسلق، لذا يختار بعض الأشخاص التخييم طوال الليل والتسلق من شروق الشمس، قبل العودة إلى المدينة للاسترخاء بجانب البحر.
هناك أيضًا عدد من المعالم السياحية خارج مدينة دهب، مثل مدينة سانت كاترين، موطن أقدم دير مسيحي في العالم، وجبل سيناء القريب، حيث تلقى النبي موسى الوصايا العشر من الله.
مع وجود الكثير من أماكن الإقامة بأسعار معقولة والأماكن المثيرة للاهتمام التي يمكن استكشافها، من المتوقع أن تزداد شعبية مدينة الصيد القديمة هذه بمجرد انتهاء جائحة كوفيد-19 واستئناف الأنشطة السياحية.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)